يعتبر الزنا في مجتمع الكاك القديم من
الكبائر والموبقات وارتكاب جريمة الزنا يعد انتهاكا صارخا لقواعد الاخلاق ومنظومة
القيم السائدة المتعارف عليها، لذلك سنت لها تشريعات مشددة وعقوبات رادعة وهي
عقوبة الاعدام.
ويعتقد الكاك جريمة الزنا نوع من انواع
النجس والاعدام هي الوسيلة الوحيدة للتطهيرها وينظرون لها من جانب اخر انها وسيلة
فعالة للحد من الجريمة وحماية المجتمع ، وتثبت جريمة الزنا بالاعتراف او ظهور
الحمل، وما خفي من جرائم دعوات ولعنات (الكجرة) كافية لتلاحقهم وانزال العقاب
عليهم، وعقوبة اللعنات تتمثل في (قصر العمر وانا عاش يعيش فقيرا زليلا بين الناس )
وللكاركو اعتقاد جازم ان اول الساقطين في المعارك بسهام ونيران العدو هم اصحاب
الخطايا خصوصا مرتكبي جرائم الزنا.
الزعيم الروحي (اورشيلي) وهو المسئول
من شئون الحرب في القبيلة عندما يخاطب المقاتلين الذاهبين الي جبهات القتال يدعوا
لهم بالنصر على الاعداء والعودة سالمين
الي اهليهم وديارهم وفي دعوته يستثني مرتكبي جرائم الزنا ويدعوا لهم بالهلاك ولذلك
كانت الاسر تحرص على مراجعة ابناءها قبل الخروج الي القتال.
والملاحظ بالتتبع التاريخي لمسار
العقوبة الغيت تدريجياً.
في الحقبة الاولى كانت عقوبة الاعدام
تطبق على المخطئان الرجل والمرأة يتم اعدامهم
في الغابة المخصصة وتترك جثثهم ملقية دون دفن.
في الحقبة الثانية اقتصرت عقوبة
الاعدام على المرأة المخطئةفقد واثبات الجريمة ظهور الحمل ويقال السبب ظهور بعض
الصعوبات لتثبيت التهمة على الرجل.
في الحقبة الثالثة بدلت العقوبة من
الاعدام الي النفي، تنفى المرأة المخطئة
الي منطقة نائية جدا وتترك مصيرها للمجهول وسبب تغير العقوبة من الاعدام الي النفي
هي السابقة المشهورة سابقة (الاخوة الاشقاء) وهي قصة معلومة لمعظم الكاركو،(الاخوة
الذين تم امرهم باعدام شقيقتهم المخطئة وبدلا من اعدامها تم اخفاءها بمكان آمن في
الغابة وكذبوا على الناس ووالدهم بانهم قاموا بتنفيذ العقوبة على شقيقتهم،، وجدها
صيادا من منطقة مجاورة واخذها معه واتخذها زوجة له بعد مرور اعوام اكنشف امرهم
وكذبهم)، وفي الحقبة الاخيرة استقرت عقوبة
المرأة المخطئة اخراجها من منزل ابيها او ابعادها من محيط الاسرة الابوية لانها
اصبحت عندهم في حكم الميتة وغالبا ما تذهب الي منزل عمتها شقيقة الوالد وتقيم معها
الا ان يتم معالجة امرها بالزواج من شريكها في الجريمة او اي رجل اخر يتقدم لها، لكن تظل المرأة المخطئة تواجه عقوبات مجتمعية
قاسية طوال حياتها منها: تحرم من تقليد
اي منصب ديني او غيره، تحرم من المشاركة في كثير من الطقوس والمناسبات الدينة
بالاخص التي تخص الزعماء الدينين مثال لذلك طقوس الاستمطار.
واهم المناسبات التي تحرم منها المرأة
المخطئة احتفالات تابين الاموات، هناك فقرتان طقوسية في التابين تخص زوجات ابناء
الميت الطقس الاول يعرف ب (وي نوتنق) طقس تقديم الهدايا عبارةعن غلات زراعية
ويستلم الهدايا بعض كبار السن من الاسرة ويدعون للنساء بطول العمر والرزق الوفير
اما النساء المخطئات لا تقبل هداياهن وتطلق عليها (ويل بيل) اي الغلات الفاسدة
والطقس الاخر يعرف بطقوس الاجراس
(اولنديقش) وهي الفقرة التي تنتظرها زوجات ابناء الميت( المابن) بفارق الصبر تعتبر
يوم عيد وتتويج لهن وترفعهن درجة في المجتمع وترضاء عنهن ارواح الاسلاف حسب
اعتقادهم، وفي هذا اليوم تشعر فيها المرأة المخطئة بالزل والاهانة ووضاعتها وتتمنى
الموت قبل هذا اليوم.
لم يكتفوا الكاك بالعقوبات فقد بل
عملوا على جوانب اخرى من اجل الوقاية والحد من الجريمة، في ادب الاطفال هناك جانب تربوي يتمثل في قصص
الاطفال (نيني) يعكس لهم قواعد الاخلاق والبئية الاجتماعية في قالب قصصي ومثال لذلك قصة الفتى (اولباش)
الذي قتله والدها شر قتلة بسبب ارتكابه جريمة زنا المحارم.
الزعيم الروحي (اوربا) من المشددين ولا
يتسامح مع الجريمة وفي تشريعاته يحرم حتي الملامسة او الامساك بايدي نساء اسرته
ويعتبره تحرش وفعل يوازي جريمة الزنا
وفي تشريعات الزعيم الروحي (اورشيكا)
وهو مسئول شئون الغابات يقول الغابة اوالخلا مكانا للزراعة والرعى والصيد تحرم فيه
ممارسة اي فعل غير اخلاقي ويذهب اكثر من ذلك يحرم على الرجل حتى معاشرة زوجته في
الخلا لو نصب كوخا ويقيم فيه اقامة موقتة، وهي اشبه بالتدابير المسبقة لان الخلا
كان اكثر الاماكن يتلقى ويختلط فيها الشباب من الجنسين في المزارع ومعسكرات
المواشي واماكن الرعى وموارد المياه، وبهذا التشريعات والقوانين حافظ الكاك
على مجتمعهم من الفوضى والانحلال...